الحالات الصحية الطارئة والإصاباتحالات صحية

إصابات الحوادث

دليل شامل عن الكسور والحروق وإصابات الرأس

مقدمة

تعد إصابات الحوادث من أكثر الأسباب شيوعاً للوفاة والعجز حول العالم، حيث تؤثر على ملايين الأشخاص سنوياً وتترك آثاراً جسدية ونفسية واقتصادية عميقة. سواء كانت هذه الإصابات ناتجة عن حوادث المرور، أو السقوط، أو حوادث العمل، أو الحوادث المنزلية، فإن فهم طبيعتها وكيفية التعامل معها يمكن أن ينقذ الأرواح ويقلل من المضاعفات طويلة المدى.

تشكل الكسور والحروق وإصابات الرأس ثلاثة من أكثر أنواع الإصابات خطورة وشيوعاً في الحوادث. كل منها يتطلب معرفة خاصة بأعراضه وطرق الإسعافات الأولية والعلاج المناسب. في هذه المقالة الشاملة، سنستكشف بالتفصيل هذه الإصابات الثلاث، ونقدم معلومات حيوية قد تساعد في إنقاذ حياة شخص ما أو تخفيف معاناته.

الكسور

ما هي الكسور؟

الكسر هو انقطاع في استمرارية العظم، سواء كان هذا الانقطاع كاملاً أو جزئياً. تحدث الكسور عندما يتعرض العظم لقوة تفوق قدرته على التحمل، مما يؤدي إلى تشققه أو انكساره بشكل كامل. العظام، على الرغم من صلابتها، ليست محصنة ضد الإصابات، خاصة عند التعرض لصدمات قوية أو سقوط من ارتفاع أو حوادث مرورية.

أنواع الكسور

تختلف الكسور في شدتها وطبيعتها، ويمكن تصنيفها إلى عدة أنواع:

الكسر البسيط (المغلق): في هذا النوع، يبقى العظم المكسور تحت الجلد ولا يخترقه. يعتبر هذا النوع أقل خطورة من الكسر المفتوح لأن خطر العدوى يكون أقل بكثير.

الكسر المركب (المفتوح): هنا يخترق العظم المكسور الجلد ويظهر خارجاً، أو يكون هناك جرح عميق يصل إلى العظم المكسور. هذا النوع خطير جداً لأنه يعرض المنطقة المصابة لخطر العدوى البكتيرية، ويتطلب تدخلاً طبياً عاجلاً.

الكسر الشعري: كسر دقيق جداً يشبه الشعرة في العظم، وقد لا يكون واضحاً في الأشعة السينية في البداية. غالباً ما يحدث نتيجة الإجهاد المتكرر أو الصدمات الخفيفة المتكررة.

الكسر المفتت: يتحطم العظم إلى ثلاثة أجزاء أو أكثر، وهو من أصعب أنواع الكسور علاجاً. غالباً ما يحدث نتيجة صدمة شديدة جداً.

الكسر المائل: يحدث الكسر بزاوية مائلة عبر العظم، وغالباً ما يكون نتيجة قوة التواء مفاجئة.

الكسر العرضي: يحدث الكسر بشكل مستقيم عبر العظم، عادة نتيجة ضربة مباشرة.

الكسر الأخضر: شائع عند الأطفال، حيث ينثني العظم ويتشقق من جانب واحد فقط دون أن ينكسر تماماً، مثل كسر الغصن الأخضر.

أعراض الكسور

التعرف على أعراض الكسر أمر حيوي للحصول على العلاج المناسب في الوقت المناسب:

  • ألم شديد ومفاجئ في منطقة الإصابة، يزداد عند الحركة أو الضغط
  • تورم واضح حول المنطقة المصابة، قد يظهر خلال دقائق أو ساعات
  • كدمات وتغير في لون الجلد إلى الأزرق أو الأسود نتيجة النزيف الداخلي
  • تشوه واضح في شكل الطرف أو المنطقة المصابة
  • عدم القدرة على تحريك الجزء المصاب أو تحمل الوزن عليه
  • سماع صوت طقطقة أو فرقعة لحظة حدوث الإصابة
  • خدر أو تنميل في المنطقة المحيطة بالكسر
  • بروز العظم من الجلد في حالات الكسر المفتوح

الإسعافات الأولية للكسور

التعامل الصحيح مع الكسر في الدقائق الأولى يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في النتيجة النهائية:

  1. حافظ على هدوئك وطمئن المصاب: القلق والذعر يزيدان من حالة الصدمة ويرفعان ضغط الدم.
  2. لا تحرك المصاب إلا إذا كان في خطر مباشر (حريق، انهيار، إلخ). الحركة قد تزيد الضرر.
  3. اتصل بالإسعاف فوراً: خاصة في حالات الكسور المفتوحة أو كسور الرأس أو العمود الفقري أو الحوض.
  4. وقف النزيف إن وجد: اضغط برفق بقطعة قماش نظيفة على الجرح دون الضغط على العظم البارز.
  5. ثبّت المنطقة المصابة: استخدم جبيرة مؤقتة (يمكن صنعها من عصا، مجلة ملفوفة، أو أي شيء صلب) وثبتها بلطف أعلى وأسفل مكان الكسر. لا تحاول إعادة العظم إلى مكانه.
  6. ضع كمادات باردة: لتقليل التورم والألم، ضع ثلجاً ملفوفاً في قماش على المنطقة (لا تضع الثلج مباشرة على الجلد).
  7. ارفع الطرف المصاب إن أمكن، لتقليل التورم، لكن فقط إذا لم يسبب ذلك ألماً إضافياً.
  8. راقب علامات الصدمة: شحوب، برودة الجلد، تعرق، نبض سريع، تنفس سريع وضحل.

العلاج الطبي للكسور

يختلف العلاج حسب نوع الكسر وموقعه وشدته:

التجبير والجبس: للكسور البسيطة، يتم تثبيت العظم في وضعه الصحيح ووضع جبيرة أو جبس لعدة أسابيع حتى يلتئم.

الجراحة: قد تكون ضرورية للكسور المعقدة، حيث يتم استخدام صفائح معدنية، مسامير، أو قضبان لتثبيت العظام في مكانها.

الشد (التراكشن): يستخدم لمحاذاة العظام بلطف باستخدام أوزان وبكرات.

العلاج الطبيعي: ضروري بعد إزالة الجبس لاستعادة القوة والمرونة والحركة الطبيعية.

مضاعفات الكسور

إذا لم يتم علاج الكسور بشكل صحيح، قد تحدث مضاعفات خطيرة:

  • التئام خاطئ: قد يلتئم العظم في وضع غير صحيح، مما يؤدي إلى تشوه دائم وإعاقة في الحركة
  • عدم الالتئام: قد لا يلتئم العظم على الإطلاق، خاصة إذا كان الكسر شديداً أو لم يتم تثبيته بشكل صحيح
  • متلازمة الحيز: تورم شديد يضغط على الأوعية الدموية والأعصاب، قد يؤدي إلى تلف دائم
  • العدوى: خاصة في الكسور المفتوحة، قد تصل البكتيريا إلى العظم
  • تلف الأعصاب والأوعية الدموية: قد تتضرر الأنسجة المحيطة بالكسر
  • التهاب العظم والنقي: عدوى خطيرة في العظم نفسه

الحروق

ما هي الحروق؟

الحروق هي إصابات في الأنسجة الجلدية أو الأنسجة الأعمق نتيجة التعرض للحرارة، أو المواد الكيميائية، أو الكهرباء، أو الإشعاع، أو الاحتكاك. تعتبر الحروق من أكثر الإصابات ألماً ومن الممكن أن تكون مهددة للحياة إذا كانت شديدة أو غطت مساحة كبيرة من الجسم.

أنواع الحروق حسب المصدر

الحروق الحرارية: تحدث نتيجة التعرض للنار، أو السوائل الساخنة، أو البخار، أو الأجسام الساخنة. هذا هو النوع الأكثر شيوعاً.

الحروق الكيميائية: تنتج عن ملامسة المواد الكيميائية الحمضية أو القلوية للجلد، مثل المنظفات القوية، أو الأحماض الصناعية، أو القواعد.

الحروق الكهربائية: تحدث عند ملامسة مصدر كهربائي، وقد تكون خطيرة جداً لأن التيار الكهربائي قد يمر عبر الجسم ويسبب أضراراً داخلية غير مرئية.

الحروق الإشعاعية: تنتج عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية (حروق الشمس)، أو الأشعة السينية، أو العلاج الإشعاعي.

الحروق الاحتكاكية: تحدث عندما يحتك الجلد بشدة بسطح خشن، مثل حوادث الدراجات النارية.

درجات الحروق

يتم تصنيف الحروق حسب عمق الضرر في الجلد:

حروق الدرجة الأولى (السطحية):

  • تؤثر فقط على الطبقة الخارجية من الجلد (البشرة)
  • تسبب احمراراً وألماً وتورماً خفيفاً
  • لا تترك فقاعات
  • تشفى عادة خلال 3-6 أيام دون ندبات
  • مثال: حروق الشمس الخفيفة

حروق الدرجة الثانية (جزئية السماكة):

  • تؤثر على البشرة وجزء من الطبقة الثانية (الأدمة)
  • تسبب احمراراً شديداً، ألماً حاداً، تورماً، وظهور فقاعات مملوءة بسائل
  • قد تترك ندبات أو تغير في لون الجلد
  • تشفى خلال 2-3 أسابيع
  • مثال: الحروق الناتجة عن ملامسة سطح ساخن جداً أو سائل مغلي

حروق الدرجة الثالثة (كاملة السماكة):

  • تدمر جميع طبقات الجلد وقد تصل إلى العضلات والعظام
  • المنطقة المحروقة قد تبدو بيضاء، أو سوداء محترقة، أو جافة وجلدية
  • قد لا تسبب ألماً في المنطقة المحترقة تماماً لأن النهايات العصبية قد تكون مدمرة
  • تتطلب تدخلاً طبياً فورياً وقد تحتاج لجراحة ترقيع الجلد
  • تترك ندبات دائمة

حروق الدرجة الرابعة:

  • تمتد إلى ما وراء الجلد لتشمل العضلات والأوتار والعظام
  • خطيرة جداً ومهددة للحياة
  • قد تتطلب بتر الطرف المصاب

أعراض الحروق

تختلف الأعراض حسب درجة الحرق:

  • ألم يتراوح من خفيف إلى شديد جداً (وقد يكون غائباً في الحروق العميقة جداً)
  • احمرار الجلد في الحروق السطحية
  • فقاعات في حروق الدرجة الثانية
  • تورم
  • تقشير الجلد
  • جلد أبيض أو متفحم في الحروق الشديدة
  • علامات الصدمة: في الحروق الواسعة، قد يدخل المصاب في صدمة (انخفاض ضغط الدم، نبض سريع، شحوب، برودة، تشوش)

الإسعافات الأولية للحروق

التعامل الصحيح والسريع مع الحروق يمكن أن يقلل من الضرر والمضاعفات:

للحروق الحرارية:

  1. أبعد المصاب عن مصدر الحريق فوراً، وأطفئ أي ملابس مشتعلة بتغطية المصاب ببطانية أو لفه على الأرض.
  2. اتصل بالإسعاف إذا كان الحرق شديداً، أو يغطي مساحة كبيرة، أو يؤثر على الوجه أو اليدين أو القدمين أو الأعضاء التناسلية أو المفاصل الرئيسية.
  3. برّد الحرق بماء بارد جارٍ لمدة 10-20 دقيقة على الأقل (لا تستخدم الثلج أو الماء المثلج فقد يسبب مزيداً من الضرر). هذا يوقف انتشار الحرارة في الأنسجة.
  4. أزل الملابس والمجوهرات من المنطقة المحروقة إذا كان ذلك ممكناً، لكن لا تنزع أي شيء ملتصق بالحرق.
  5. غطِّ الحرق بضمادة نظيفة غير لاصقة أو قطعة قماش نظيفة. لا تضع قطناً مباشرة على الحرق.
  6. لا تفقأ الفقاعات فهي تحمي المنطقة من العدوى.
  7. لا تضع معجون أسنان، زبدة، زيت، أو أي مواد منزلية على الحرق، فهذه خرافات قد تزيد الضرر وتسبب عدوى.
  8. أعطِ مسكناً للألم إذا كان متاحاً (باراسيتامول أو إيبوبروفين).

للحروق الكيميائية:

  1. ابعد المصاب عن المادة الكيميائية فوراً
  2. اتصل بمركز السموم أو الإسعاف
  3. اغسل المنطقة بماء جارٍ غزير لمدة 20 دقيقة على الأقل
  4. أزل الملابس الملوثة بحذر شديد
  5. لا تحاول معادلة المادة الكيميائية بمادة أخرى

للحروق الكهربائية:

  1. افصل التيار الكهربائي أو ابعد المصاب عن مصدر الكهرباء باستخدام جسم عازل (خشب جاف)
  2. لا تلمس المصاب إذا كان لا يزال على اتصال بالتيار الكهربائي
  3. اتصل بالإسعاف فوراً فقد تكون هناك إصابات داخلية غير مرئية
  4. افحص التنفس والنبض وابدأ الإنعاش القلبي الرئوي إذا لزم الأمر

العلاج الطبي للحروق

حروق الدرجة الأولى:

  • عادة لا تحتاج إلى علاج طبي متخصص
  • كريمات مرطبة ومسكنات للألم
  • تجنب التعرض للشمس

حروق الدرجة الثانية:

  • تنظيف الجرح
  • مراهم مضادة حيوية
  • ضمادات خاصة
  • مسكنات أقوى للألم
  • متابعة طبية منتظمة

حروق الدرجة الثالثة والرابعة:

  • دخول المستشفى فوري
  • سوائل وريدية لتعويض فقدان السوائل
  • مضادات حيوية قوية
  • جراحة لإزالة الأنسجة الميتة
  • ترقيع الجلد
  • علاج طبيعي مكثف
  • دعم نفسي

مضاعفات الحروق

الحروق الشديدة قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة:

  • العدوى: أكثر المضاعفات شيوعاً وخطورة، قد تتطور إلى تسمم الدم
  • الجفاف: فقدان السوائل من خلال الجلد المحروق
  • انخفاض حرارة الجسم: فقدان قدرة الجلد على تنظيم الحرارة
  • مشاكل في التنفس: إذا استنشق المصاب دخاناً أو هواءً ساخناً
  • الندبات والتشوهات: خاصة في الحروق العميقة
  • مشاكل المفاصل والعظام: إذا امتد الحرق إلى العمق
  • المشاكل النفسية: اضطراب ما بعد الصدمة، اكتئاب، قلق

إصابات الرأس

ما هي إصابات الرأس؟

إصابات الرأس هي أي ضرر يلحق بفروة الرأس، أو الجمجمة، أو الدماغ نتيجة صدمة. تتراوح هذه الإصابات من كدمات بسيطة في فروة الرأس إلى إصابات دماغية شديدة قد تكون مميتة. الدماغ هو أهم عضو في الجسم، وأي إصابة فيه قد تؤدي إلى عواقب خطيرة طويلة المدى.

أنواع إصابات الرأس

إصابات فروة الرأس:

  • جروح، قطوع، أو كدمات في الجلد الذي يغطي الجمجمة
  • قد تنزف بغزارة لأن فروة الرأس غنية بالأوعية الدموية
  • عادة لا تكون خطيرة ما لم تكن مصحوبة بإصابة أعمق

كسور الجمجمة:

  • الكسر الخطي: شرخ بسيط في عظم الجمجمة، عادة لا يحتاج لجراحة
  • الكسر المنخفض: يدفع جزء من الجمجمة للداخل باتجاه الدماغ، قد يحتاج لجراحة
  • كسر القاعدة: كسر في قاعدة الجمجمة، خطير جداً
  • الكسر المفتت: تحطم جزء من الجمجمة إلى قطع متعددة

الارتجاج (Concussion):

  • إصابة دماغية خفيفة إلى متوسطة
  • تحدث عندما يهتز الدماغ داخل الجمجمة نتيجة صدمة
  • قد لا يفقد المصاب وعيه
  • الأعراض: صداع، دوخة، ارتباك، غثيان، حساسية للضوء
  • عادة تشفى خلال أسابيع، لكن قد تحتاج لراحة كاملة

الكدمة الدماغية (Contusion):

  • كدمة على أنسجة الدماغ نفسها
  • تسبب نزيفاً في الدماغ
  • قد تحتاج لجراحة إذا كانت كبيرة

النزيف الدماغي:

  • النزيف تحت الجافية (Subdural Hematoma): تجمع دموي بين الدماغ والأغشية المحيطة به
  • النزيف فوق الجافية (Epidural Hematoma): تجمع دموي بين الجمجمة والأغشية الخارجية للدماغ
  • النزيف داخل المخ (Intracerebral Hemorrhage): نزيف داخل أنسجة الدماغ نفسها
  • النزيف تحت العنكبوتية (Subarachnoid Hemorrhage): نزيف في الفراغ حول الدماغ

إصابة الدماغ المنتشرة:

  • تلف واسع النطاق في خلايا الدماغ
  • غالباً ما تحدث في حوادث السيارات الشديدة
  • قد تؤدي إلى غيبوبة طويلة الأمد

أعراض إصابات الرأس

من الضروري جداً التعرف على أعراض إصابات الرأس الخطيرة:

أعراض فورية (خطيرة):

  • فقدان الوعي حتى لو كان لثوانٍ قليلة
  • ارتباك شديد وعدم معرفة المكان أو الزمان
  • صداع شديد ومتزايد
  • قيء متكرر
  • نوبات تشنجية
  • اتساع حدقة إحدى العينين أو كلتيهما
  • ضعف أو خدر في أحد جانبي الجسم
  • فقدان التوازن أو التنسيق
  • تشوش أو عدم وضوح في الكلام
  • نزول سائل شفاف من الأنف أو الأذن (قد يكون سائلاً نخاعياً)
  • كدمات خلف الأذنين أو حول العينين

أعراض متأخرة (قد تظهر بعد ساعات أو أيام):

  • صداع مستمر أو متزايد
  • تغيرات في الشخصية أو السلوك
  • صعوبة في التركيز أو الذاكرة
  • اضطرابات في النوم
  • حساسية للضوء والضوضاء
  • اكتئاب أو قلق

الإسعافات الأولية لإصابات الرأس

إصابات الرأس تتطلب حذراً شديداً في التعامل:

  1. اتصل بالإسعاف فوراً في أي إصابة رأس خطيرة أو عند الشك.
  2. حافظ على ثبات الرأس والرقبة: لا تحرك المصاب إلا إذا كان في خطر مباشر. افترض دائماً أن هناك إصابة في العمود الفقري حتى يثبت العكس.
  3. إذا كان المصاب واعياً:
    • أبقه مستلقياً مع رفع الرأس والكتفين قليلاً
    • راقب التنفس والوعي باستمرار
    • لا تدعه ينام في الساعات الأولى
    • لا تعطه أي طعام أو شراب
  4. إذا كان المصاب فاقداً للوعي:
    • افحص التنفس والنبض
    • إذا كان يتنفس، ضعه في وضع الإفاقة بحذر شديد مع تثبيت الرأس والرقبة
    • إذا لم يكن يتنفس، ابدأ الإنعاش القلبي الرئوي
  5. السيطرة على النزيف:
    • اضغط برفق بقطعة قماش نظيفة على الجرح
    • لا تضغط بشدة إذا كان هناك كسر واضح في الجمجمة
    • لا تحاول إزالة أي جسم غريب من الجرح
  6. ضع كمادات باردة على المنطقة المصابة لتقليل التورم.
  7. لا تعطِ أي أدوية دون استشارة طبية، فبعض المسكنات قد تزيد النزيف.

التشخيص والعلاج الطبي

التشخيص:

  • فحص سريري شامل
  • تقييم مقياس غلاسكو للغيبوبة (GCS)
  • الأشعة المقطعية (CT Scan) للرأس
  • الرنين المغناطيسي (MRI) في بعض الحالات
  • فحص الأعصاب والوظائف الدماغية

العلاج:

  • الإصابات الخفيفة: المراقبة المنزلية الدقيقة، راحة، تجنب الأنشطة البدنية والذهنية الشاقة
  • الإصابات المتوسطة: دخول المستشفى للمراقبة، أدوية لتقليل الضغط داخل الجمجمة، علاج الأعراض
  • الإصابات الشديدة:
    • العناية المركزة
    • جراحة عصبية طارئة لإزالة التجمعات الدموية أو إصلاح الكسور
    • جهاز تنفس صناعي
    • مراقبة الضغط داخل الجمجمة
    • أدوية لمنع النوبات
    • تأهيل طويل الأمد (علاج طبيعي، وظيفي، نطقي، نفسي)

مضاعفات إصابات الرأس

قد تؤدي إصابات الرأس الشديدة إلى مضاعفات خطيرة:

  • الإعاقة الدائمة: جسدية أو عقلية أو كلاهما
  • مشاكل في الإدراك: صعوبات في الذاكرة، التركيز، اتخاذ القرارات
  • مشاكل في التواصل: صعوبة في الكلام أو الفهم
  • تغيرات في الشخصية: عدوانية، اكتئاب، قلق
  • الصرع: نوبات متكررة بعد الإصابة
  • مرض ألزهايمر المبكر: خاصة بعد إصابات متكررة
  • الغيبوبة الدائمة: في الحالات الشديدة جداً
  • الوفاة: في الحالات الأشد خطورة

متلازمة ما بعد الارتجاج

بعد الارتجاج، قد يعاني المصاب من أعراض مستمرة لأسابيع أو أشهر:

  • صداع مزمن
  • دوخة مستمرة
  • صعوبة في التركيز والذاكرة
  • تغيرات مزاجية
  • حساسية للضوء والضوضاء
  • اضطرابات النوم

الوقاية من إصابات الحوادث

الوقاية دائماً أفضل من العلاج. إليك أهم طرق الوقاية:

الوقاية من حوادث السيارات:

  • ارتداء حزام الأمان دائماً
  • عدم القيادة تحت تأثير الكحول أو المخدرات
  • تجنب استخدام الهاتف أثناء القيادة
  • احترام قواعد المرور
  • الصيانة الدورية للسيارة
  • استخدام مقاعد الأطفال المناسبة

الوقاية من السقوط:

  • إزالة السجاد القابل للانزلاق من المنزل
  • تركيب مقابض في الحمام
  • إضاءة جيدة في جميع أنحاء المنزل
  • تجنب الصعود على أشياء غير مستقرة
  • ارتداء أحذية مناسبة ومانعة للانزلاق

الوقاية من الحروق:

  • إبقاء الأطفال بعيداً عن المطبخ أثناء الطهي
  • ضبط سخان الماء على درجة حرارة آمنة (أقل من 50°م)
  • عدم التدخين في السرير
  • تركيب أجهزة كشف الدخان
  • إبقاء المواد الكيميائية بعيداً عن متناول الأطفال
  • فحص التمديدات الكهربائية بانتظام

الوقاية من إصابات الرأس:

  • ارتداء خوذة عند ركوب الدراجة أو الدراجة النارية
  • ارتداء معدات الحماية في الرياضات الاحتكاكية
  • تأمين المنزل ضد مخاطر السقوط
  • مراقبة الأطفال في الملاعب
  • تجنب الغوص في مياه ضحلة أو غير معروفة

الخلاصة

إصابات الحوادث – الكسور، الحروق، وإصابات الرأس – هي من أخطر المشاكل الصحية التي يمكن أن تواجهنا. المعرفة الجيدة بأنواعها وأعراضها وطرق الإسعافات الأولية المناسبة يمكن أن تنقذ الأرواح وتقلل من المضاعفات الدائمة.

الاستجابة السريعة والصحيحة في الدقائق الأولى بعد الإصابة حاسمة للنتيجة النهائية. لذا، من الضروري أن يكون لدى الجميع معرفة أساسية بالإسعافات الأولية وأن يحتفظوا بهدوئهم في حالات الطوارئ.

الوقاية تبقى دائماً الخيار الأفضل. من خلال اتخاذ احتياطات السلامة البسيطة في حياتنا اليومية – في السيارة، في المنزل، في العمل، وأثناء ممارسة الرياضة – يمكننا تقليل خطر التعرض لهذه الإصابات الخطيرة بشكل كبير.

تذكر دائماً: في حالة الشك، اطلب المساعدة الطبية المتخصصة. من الأفضل أن تكون حذراً أكثر من اللازم من أن تتجاهل إصابة قد تكون خطيرة. حياة الإنسان ثمينة، والتعامل الصحيح مع الإصابات يمكن أن يحدث الفرق بين الحياة والموت، أو بين التعافي الكامل والإعاقة الدائمة.

إن الاستثمار في تعلم الإسعافات الأولية، والمشاركة في دورات تدريبية، والبقاء على اطلاع بأحدث الممارسات في التعامل مع الإصابات، هو استثمار في سلامتك وسلامة من حولك. كن مستعداً دائماً، وكن آمناً.

زر الذهاب إلى الأعلى